سورة الرعد - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الرعد)


        


قوله تعالى: {والذين صبروا} أي: على ما أُمروا به {ابتغاء وجه ربهم} أي: طلباً لرضاه {وأقاموا الصلاة} أتمُّوها {وأنفقوا مما رزقناهم} من الأموال في طاعة الله. قال ابن عباس: يريد بالصلاة: الصلوات الخمس، وبالإِنفاق: الزكاة.
قوله تعالى: {ويدرؤون} أي: يدفعون {بالحسنة السيئة}. وفي المراد بهما خمسة أقوال:
أحدها: يدفعون بالعمل الصالح الشرَّ من العمل، قاله ابن عباس. والثاني: يدفعون بالمعروف المنكر، قاله سعيد بن جبير. والثالث: بالعفو الظلمَ، قاله جُوَيبر. والرابع: بالحلم السفهَ، كأنهم إِذا سُفه عليهم حَلُموا، قاله ابن قتيبة.
والخامس: بالتوبة الذنْبَ، قاله ابن كيسان.
قوله تعالى: {أولئك لهم عقبى الدار} قال ابن عباس: يريد: عقباهم الجنة، أي: تصير الجنة آخر أمرهم.
قوله تعالى: {ومن صلح} وقرأ ابن أبي عبلة: {صلُح} بضم اللام. ومعنى {صلح} آمن، وذلك أن الله تعالى ألحق بالمؤمن أهله المؤمنين إِكراماً له، لتقرَّ عينُه بهم. {والملائكة يدخلون عليهم من كل باب} قال ابن عباس: بالتحية من الله والتحفة والهدايا.
قوله تعالى: {سلام عليكم} قال الزجاج: أُضمر القول هاهنا، لأن في الكلام دليلاً عليه. وفي هذا السلام قولان:
أحدهما: أنه التحية المعروفة، يدخل الملَك فيسلِّم وينصرف. قال ابن الأنباري: وفي قول المسلِّم: سلام عليكم، قولان: أحدهما: أن السلام: اللهُ عز وجل، والمعنى: الله عليكم، أي: على حفظكم. والثاني: أن المعنى: السلامة عليكم، فالسلام جمع سلامة.
والثاني: أن معناه: إِنما سلَّمكم الله تعالى من أهوال القيامة وشرِّها بصبركم في الدنيا.
وفيما صبروا عليه خمسة أقوال:
أحدها: أنه أمر الله، قاله سعيد بن جبير.
والثاني: فضول الدنيا، قاله الحسن.
والثالث: الدِّين.
والرابع: الفقر، رويا عن أبي عمران الجَوني.
والخامس: أنه فقد المحبوب، قاله ابن زيد.


قوله تعالى: {والذين ينقضون عهد الله} قد سبق تفسيره في سورة [البقرة: 27]. وقال مقاتل: نزلت في كفار أهل الكتاب.
قوله تعالى: {أولئك لهم اللعنة} أي: عليهم.


قوله تعالى: {الله يبسط الرزق لمن يشاء} أي: يوسِّع على من يشاء {ويقدر} أي: يضيِّق. {وفرحوا بالحياة الدنيا} قال ابن عباس: يريد مشركي مكة، فرحوا بما نالوا من الدنيا فطغَوْا وكذَّبوا الرسل.
قوله تعالى: {وما الحياة الدنيا في الآخرة} أي: بالقياس إِليها {إِلا متاع} أي: كالشيء الذي يُتمتع به، ثم يفنى.

2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9