قوله تعالى: {والذين صبروا} أي: على ما أُمروا به {ابتغاء وجه ربهم} أي: طلباً لرضاه {وأقاموا الصلاة} أتمُّوها {وأنفقوا مما رزقناهم} من الأموال في طاعة الله. قال ابن عباس: يريد بالصلاة: الصلوات الخمس، وبالإِنفاق: الزكاة.قوله تعالى: {ويدرؤون} أي: يدفعون {بالحسنة السيئة}. وفي المراد بهما خمسة أقوال:أحدها: يدفعون بالعمل الصالح الشرَّ من العمل، قاله ابن عباس. والثاني: يدفعون بالمعروف المنكر، قاله سعيد بن جبير. والثالث: بالعفو الظلمَ، قاله جُوَيبر. والرابع: بالحلم السفهَ، كأنهم إِذا سُفه عليهم حَلُموا، قاله ابن قتيبة.والخامس: بالتوبة الذنْبَ، قاله ابن كيسان.قوله تعالى: {أولئك لهم عقبى الدار} قال ابن عباس: يريد: عقباهم الجنة، أي: تصير الجنة آخر أمرهم.قوله تعالى: {ومن صلح} وقرأ ابن أبي عبلة: {صلُح} بضم اللام. ومعنى {صلح} آمن، وذلك أن الله تعالى ألحق بالمؤمن أهله المؤمنين إِكراماً له، لتقرَّ عينُه بهم. {والملائكة يدخلون عليهم من كل باب} قال ابن عباس: بالتحية من الله والتحفة والهدايا.قوله تعالى: {سلام عليكم} قال الزجاج: أُضمر القول هاهنا، لأن في الكلام دليلاً عليه. وفي هذا السلام قولان:أحدهما: أنه التحية المعروفة، يدخل الملَك فيسلِّم وينصرف. قال ابن الأنباري: وفي قول المسلِّم: سلام عليكم، قولان: أحدهما: أن السلام: اللهُ عز وجل، والمعنى: الله عليكم، أي: على حفظكم. والثاني: أن المعنى: السلامة عليكم، فالسلام جمع سلامة.والثاني: أن معناه: إِنما سلَّمكم الله تعالى من أهوال القيامة وشرِّها بصبركم في الدنيا.وفيما صبروا عليه خمسة أقوال:أحدها: أنه أمر الله، قاله سعيد بن جبير.والثاني: فضول الدنيا، قاله الحسن.والثالث: الدِّين.والرابع: الفقر، رويا عن أبي عمران الجَوني.والخامس: أنه فقد المحبوب، قاله ابن زيد.